صوت العقل

الفصل الأول (الجزء الأول)

الويتشر

________________________________________________________________________________________

المترجم: في بداية الفصل مشهد ج*س بين الويتشر وواحدة مجهولة طبعا احنا كمسلمين ماراح اترجمه ولكن لا تخاف اذا صار اي شي مهم كحوارات أو شخصيات جديدة أو أي شي بيأثر على القصة راح أقول لك الأشياء المهمة دون التطرق لوصف المشهد بالكلية

_______________________________________________________________________________________

في وقت لاحق، قيل أن الرجل جاء من الشمال، من بوابة (روبيرس). وصل مشياً على الأقدام، يقود حصانه المُحمل بأمتعته باللجام. كانت الساعة متأخرة من بعد الظهر وكانت أكشاك صناع الحبال والسروج والدباغين مغلقة بالفعل، الشارع خالي. كان الجو حاراً، لكن الرجل كان يحمل معطفاً أسود على كتفيه. لفت انتباه الناس إليه. توقف أمام نُزل (ناراكورت القديمة)، ووقف هناك للحظة، استمع إلى ضجيج الأصوات. كالعادة في هذه الساعة، كانت مليئة بالناس. لم يدخل الغريب (ناراكورت القديمة). سحب حصانه إلى مكان آخر، حانة أخرى أصغر، تُدعى (الثعلب). لم تتمتع بسمعة جيدة، وكانت شبه فارغة. رفع صاحب الحانة رأسه من فوق برميل الخيار المخلل واطلع على الرجل. كان الغريب، ولا يزال يرتدي معطفه، واقفاً بجمود أمام طاولة البيع، ثابتاً وصامتاً.

"ماذا ستشرب؟"

"بيرة"، قالها الغريب. لم يكن صوته مستساغاً.

مسح صاحب الحانة يديه على مئزره المصنوع من القماش، وملأ كوبًا متشققًا من الفخار. لم يكن الغريب عجوزا ولكن شعره كان أبيضًا تمامًا. تحت معطفه، كان يرتدي سترة جلدية مهترئة مشدودة عند الرقبة والكتفين. عندما خلع معطفه، لاحظ الجميع من حوله أنه يحمل سيفًا - وهو أمر غير غريب في حد ذاته، فقد كان كل رجل في (وِيزِيم) يحمل سلاحًا - ولكن لا أحد يحمل سيفًا مربوطًا على ظهره كأنه قوس أو جعبة سهام، لم يجلس الغريب على الطاولة - التي في منتصف الحانة - مع القلة القليلة من الزبائن الآخرين. ظل واقفًا عند طاولة البيع، يخترق صاحب الحانة بنظراته. شرب من الكوب.

"أبحث عن غرفة لليلة".

"لا يوجد"، تنهد صاحب الحانة، ناظرًا إلى حذاء الضيف، المغبر والمتسخ. "اسأل في ناراكورت القديمة".

"أود أن أبقى هنا".

"لا يوجد". تعرف صاحب الحانة أخيرًا على لهجة الغريب. كان من (ريفيا).

"سأدفع". تكلم الغريب بهدوء، كأنه غير واثق، وبدأ الأمر الغير مرغوب فيه بالحدوث. اقترب رجل نحيل بوجه مملوء بالندوب، لم يفارق الأخير الغريب بنظره الكئيب منذ لحظة دخوله، وتوجه نحو طاولة البيع. لحقه رفيقان له من خلفه، لم يتجاوزا الخطوتين بعيدا عنه.

"لا يوجد غرفة لك، أيها الريفيّ* المتسول"، تكلم الرجل المليء بالندوب بصوت خشن ، وهو يقف بجوار الغريب. "لا نحتاج إلى أشخاص مثلك في (وِيزِيم). هذه مدينة محترمة!"

أخذ الغريب كوبه وابتعد. ألقى نظرة على صاحب الحانة الذي تجنب النظر إليه. لم يخطر له حتى أن يدافع عن الريفيّ. بالنهاية، من يحب الريفيين؟

__________________________________________________________

الريفيّ*: أيْ من مدينة (رِيفيا)

ولا توجد علاقة بينها وبين المزارع أو الذي يعيش في القرى الزراعية

__________________________________________________________

"جميع الريفيين لصوص"، تابع الرجل مثقوب الوجه، وفمه ينبعث منه رائحة البيرة والثوم والغضب. "هل تسمعني، يا بغي؟"

"لا يستطيع سماعك. آذانه مليئة بالقرف"، قالها أحد الرجلين معه، وضحك الرجل الثاني.

"ادفع وارحل!" صاح الرجل مثقوب الوجه

. نظر الريفي إلى الرجل لأول مرة منذ بداية كلامه. "سأنهي بيرتي".

"سنساعدك"، صاح الرجل مثقوب الوجه، وأوقع الكوب من يد الغريب وفي الوقت نفسه أمسكه من كتفه، وغرس أصابعه في حزام الجلد الموجود على طول صدر الغريب بشكل مائل. رفع أحد الرجلين خلفه قبضته ليهجم عليه. التفّ الغريب حول نفسه في المكان، مما أفقد الرجل مثقوب الوجه توازنه. انسل الغريب سيفه ولمع للحظة وجيزة في الضوء الخافت. تصاعدت الأحداث في المكان. كان هناك صراخ، واندفع أحد الزبائن المتبقين نحو المخرج. سقط الكرسي بصوت قوي وصوت الأواني الفخارية المجوفة يدوّي على الأرض. نظر صاحب الحانة وشفتاه ترتعش إلى وجه الرجل المثقوب المتشقق بشكل فظيع، الذي كان يتشبث بأصابعه بحافة الطاولة ثم اختفى ببطء من المشهد. كان الآخران مستلقيين على الأرض، الأول ثابت، والآخر يتمايل ويتأوه. صرخة هستيرية لامرأة دَوت في الهواء، مُثقبة الآذان بينما يرتعش صاحب الحانة يتنفس بصعوبة ويتقيأ. تراجع الغريب نحو الحائط، منفعلا ومنتبهًا. مسك السيف بيديه ومرر الشفرة في الهواء. لم يتحرك أحد. الرعب مثل الطين البارد واضحا على وجوههم، يشل الأطراف ويعرقل الحناجر. اندفع ثلاثة حراس إلى الحانة بأصوات اصطدام المعدن. لا بد أنهم كانوا قريبين. كانوا يحملون عصيًا ملفوفة بأشرطة جلدية على استعداد، ولكن عندما رأوا الجثث، استلوا سيوفهم. أسند الريفي ظهره على الحائط وبيده اليسرى، سحب خنجرا من حذائه.

"ألقِ ذلك!" صاح أحد الحراس بصوت يرتعش. "ألقِ ذلك، يا مجرم! ستأتي معنا!"

ركل الحارس الثاني الطاولة التي كانت بينه وبين الريفي جانبًا.

"اذهب وأحضر الرجل، تريسكا!" صاح إلى الحارس الثالث الذي بقي قريبا إلى الباب.

"لا حاجة"، قال الغريب مخفضًا سيفه. "سأذهب بنفسي."

"سوف تذهب، يا ابن العاهرة، مربوطا بحبل!" صاح الحارس المرتجف. "ألقِ هذا السيف أرضًا أو سأحطم رأسك!"

استقام الريفي في وقفته، وثبَّت سيفه بسرعة تحت ذراعه اليسرى ورفع يده اليمنى نحو الحراس، وسارع برسم علامة معقدة في الهواء. أبرقت الصواميل الصغيرة الموجودة على قميصه من معصميه إلى مرفقيه. تراجع الحراس، وغطوا وجوههم خلف أيديهم. فزع أحد الزبائن بينما هرب آخر إلى الباب. صاحت المرأة مرة أخرى، صرخة برية وصاخبة. "سأذهب بنفسي"، كررها الغريب بصوته الأجش. "وستذهبون الثلاثة أمامي. أوصلوني إلى حاكم (ويزيم)، فلا أعرف الطريق."

"حسنا يا سيدي"، همس الحارس، وطأطأ رأسه. اتجه نحو المخرج، يتطلع حوله غير متيقنا. تبعه الحارسان الآخران خارجًا بسرعة. وتبع الغريب آثارهم، وقام بإخفاء سيفه وخنجره. وبينما مروا بجوار الطاولات، أخفى الزبائن المتبقون وجوههم من الغريب الخطير.

________________________________________________________________________________________

2023/07/04 · 0 مشاهدة · 840 كلمة
Yousef _Nagy
نادي الروايات - 2024